إكسبو 2021 … حين تلتقي الحضارات … بريطانيا
ريتينغ برودكشن

أشرنا لأهميّة لقاء الدّول من كلّ أنحاء العالم في معرض إكسبو 2021، واحتضان دولة الإمارات العربيّة المتحدة لهذا اللقاء الحضاري، ومن الدّول الحاضرة بقوّة هذه المرّة بريطانيا، التي تميّز جناحها بشكلٍ فريدٍ يحمل رسالة خاصّة، وشكل ملفت للانتباه.
تتكون بريطانيا من أربعة أقاليم، هي: إنجلترا، وأيرلندا الشّماليّة، واسكتلندا، وويلز، ومنذ العام 1800 اتخذت هذا الاتحاد بنيةً لها واستمرّت إلى يومنا هذا، وقد لعبت بريطانيا أو المملكة المتّحدة دوراً مهمّاً في تاريخ العصور الوسطى، والحديثة في كلّ أنحاء العالم، عبر العلوم، والأدب، واللغة، والفنون، والفلسفة، والسّينما، والقانون، والسّياسة، وغيرها، ويعتبرها المؤرخون الإمبراطوريّة الأعظم حيث وصل امتدادها في العام 1922 لما يقرب من ربع مساحة اليابسة على الكوكب، والمغزى من إطلاق تسمية “الامبراطوريّة العظمى” عليها لأنها الدّولة الوحيدة التي لم تستعمر حتى اليوم!
حاليّاً المملكة المتّحدة لديها السّيادة على 17 إقليم تابع لها، 14 منها ما وراء البحار، وثلاثة من الأقاليم تابعة للتّاج البريطاني، والملكة “إليزابيث” الثّانية هي رأس الدّولة في هذه المملكة.

يمكن وبملاحظة عامّة اكتشاف تأثير بريطانيا في أنظمة اللغة، والثّقافة، والقانون للكثير من مستعمراتها السّابقة، وكذلك الأمر في أستراليا، وكندا، والهند، وأيرلندا، ونيوزيلندا، وجنوب أفريقيا، والولايات المتّحدة.
حقّقت إنجلترا واسكتلندا مراكز متقدمة علميّاً في القرن 17 ويرجع لهما الفضل في النقلة النوعيّة للعلم الحديث، ومن الأمثلة على ذلك إنجازات العالم “إسحاق نيوتن”، وغيره من الأسماء مثل: “تشارلز داروين”، و”جيمس كلارك ماكسويل”، و”مايكل فاراداي”، و”جراهام ألكسندر”، و”ستيفن هوكينغ”.
جاء العام 2006 لتكون بريطانيا أكبر ناشرٍ للكتب في العالم، وهذا الإنجاز يذكرنا بأسماء مؤلفين أثروا الثقافة عالميّاً أمثال: “وليام شكسبير” في ميدان المسرح، وأسماء عديدة كـ”سير توماس مور”، و”دانيال ديفو” مؤلّف “روبنسون كروزو”، وصولاً إلى “جين أوستن”، والأخوات “برونتي”، و”تشارلز ديكنز”، و”جورج أورويل”، و”أغاثا كريستي”، و”إيان فليمينغ” مبتكر “جيمس بوند”، و”أوسكار وايلد”، و”جورج برنارد شو”، وقائمة طويلة من الشعراء، والفلاسفة، والمنظرين.

تعدّ الأكاديميّة الملكيّة في لندن منظمة رئيسة لتعزيز الفنون البصريّة في المملكة المتحدة، وهي كبرى المدارس الفنيّة هناك، وما تزال تمارس تقاليد فنيّة حقيقيّة محافظة على التّراث الفنّي العالمي.
أمّا في لغة وتاريخ السّينما، فلن ننسى المخرج العبقري “ألفريد هيتشكوك” الذي قفز بالسينما من مكان لآخر، وشخصيّات أخرى مؤثّرة على رأسها “تشارلي شابلن”، ومن بعده قائمة الأسماء: و”ريدلي سكوت”، و”جولي أندروز”، و”شون كونري”، و”فيفيان لي”، و”لورنس أوليفييه”، و”كيت وينسلت”… وقد بقيت بريطانيا إلى اليوم القاعدة الأولى لهوليود، وإنتاجاتها في السّينما، بل إن الكثير من قصصها تنفّذ هناك، مثل: سلسلة “هاري يوتر”، و”جيمس بوند”.

لن ننسى أهميّة مدرسة “بي بي سي” في عالم الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، حيث تأسّست في العام 1922، بتمويل من الحكومة البريطانيّة، وتعدّ أقدم وأكبر إذاعة مستمرة في العالم.
نختم مع فرقة “البيتلز” كواحدة من أكثر الفرق الموسيقية نجاحاً في تاريخ الموسيقى، وفي البحث عبر تأثير بريطانيا في العالم سنجد العديد من الأرقام والمنجزات حيث لا يسعنا ذكرها جميعاً هنا، ووجود مثل هذه المشاركة في معرض إكسبو الإمارات لهو ميّزة مهمّة في مجموعة الدّول المشاركة فيه.
