أحدث المقالاتأهم المقالاتالمقالات عامة

إكسبو 2021 … حين تلتقي الحضارات … الإمارات العربيّة المتّحدة

ريتينغ برودكشن

تُعدّ فعاليّة إكسبو 2021 مكاناً للقاء الحاضر بالمستقبل، واجتماعاً لدول العالم يرينا حلّةً من أميز ما تتمتع به هذه الدّول، فنرى العلم ومنجزاته التي قدّمها كلّ بلدٍ للبشريّة، ونجد العمارة والفنون على تعدّدها في لغة حيّة من كلّ اتجاه، والعديد من الميزات التي تسعى إدارة معرض إكسبو دبي إبرازها وتنظيمها وتبيانها.

نسلّط الضّوء هنا على جناح الدّولة المُضيفة، الجامعة لكلّ الأجنحة، فأعطتها رونقاً عامّاً بلغةٍ حضاريّةٍ، وإشراقٍ نفاخر به عبر إكسبو 2021 والشّرق العربي.

الجناح الإماراتي في إكسبو 2021 دبي

يُعدّ جناح دولة الإمارات العربيّة المتّحدة الأكبر بين كلّ الاجنحة المشاركة، هو عبارة عن صقر يفرد جناحيه مخاطباً المستقبل في انطلاقته نحو التّطوير والتّحديث، جامعاً كلّ المشاركات بمحبّةٍ ورقيّ.

شكّلت الإمارات اتحاداً ناجحاً يُضرب المثل فيه عبر نشاطه، وسعيه للتّطور والعمل الجاد، وهذه الإمارات هي: أبو ظبي، دبي، عجمان، الشّارقة، رأس الخيمة، أم القيوين، الفجيرة.

وُجِدَ في جزيرة دلما المقابلة لساحل الإمارات آثار للبشريّة من العصر الحجري تعود لحوالي 7000 سنة قبل الميلاد، وهي المستوطنة الأقدم في منطقة غرب الخليج العربي كلّه، وكثير من الآثار، واللّقى، والنُّصل، والحراب، والأدوات، تعود للعصرين الحجري والبرونزي، كما ثَبُتَ وجود محطّات فينيقيّة أسّست للتجارة على سواحل المنطقة في القرن الأوّل قبل الميلاد، وتتعددّ الآثار التي تشير لحيويّة المنطقة في العصور التي تلت هذه المراحل كبقايا مدينة أمويّة تعدّ عقدة للتجارة السّاحليّة، وغيرها من بيوت جفار السّكنيّة، ومساجد تعود للقرن الرّابع الهجري…إلخ

صدّرت سواحل الإمارات صورةً حيويّةً لنشاط البّحارة، ومحاربة القراصنة، والغُزاة، ولا بد أن العديد من القصص والروايات الشّعبيّة مستقاةٌ من أحداث المكان، فكان السندباد لغة حيّة وإحدى الحكايات المُصدّرة للعالم أجمع.

تتمتع الإمارات بتضاريس ملفتة للبحث العلمي وللسائح في البحث عن جديد فتتألف من صحاري قادمة من الرّبع الخالي تتخلّلها الواحات الخضراء، وهي غنيّة بالكثبان الرّمليّة، وبالسّبخات، وهناك سلاسل جبليّة مع سواحل على طول الحدود البحريّة، وقباب ملحيّة منها ما شكّل جزر صغيرة في البحر وتلال على اليابسة.

تشير التّوثيقات لاستخدام القار أو النفط في عهود مغرقة في القدم، في طور نشوء الإمبراطوريّة الإخيمينيّة، حيث استخدم للإضاءة ليلاً، وحديثاً في العام 1962 اكتُشف النّفط في إمارة أبو ظبي، وصُدّرت أوّل شحنة من النّفط الخام في العام نفسه، وصدّرت إمارة دبي النفط في العام 1969.

حلت الإمارات في المركز الثّالث عالميّاً في إنتاج الطّاقة الشّمسية المُركّزة، وحقّقت المرتبة الأولى إقليميًا، والحادية عشرة عالميّاً، في مجال جودة البنية التّحتيّة لوسائل النّقل، والمرتبة الرّابعة على مستوى العالم في جودة البنية التّحتيّة لقطاع النّقل الجوي، كما تبوّأت المرتبة السّادسة عالميّاً في جودة بنية الموانئ البحريّة.

يُعدّ مشروع “الترام” القائم في الإمارات أوّل مشروع خارج أوروبا يعمل بالتّغذية الكهربائيّة الأرضيّة، والنّظام الأوّل عالميّاً في استخدام تقنيّة البوابات الآليّة.

صعد الشعب الإماراتي إلى صدارة منطقة الشّرق الأوسط، وشمال أفريقيا كأسعد شعوب العالم ضمن مؤشّر السّعادة العالمي متقدّماً على شعوب فرنسا، واليابان، وإسبانيا، وتعدّ الإمارات اليوم وجهة ومقصد لكلّ شعوب العالم التي تعتبر السياحة ثقافة لها.

أميز المشاريع في الإمارات، ذات الصّبغة الفضائيّة، كمسبار أمل لاستكشاف الكواكب الجديدة، وإطلاق مركبة “هوب” الفضائيّة باتجاه المريخ الصّيف الماضي.

لا بدّ من التّطرق لميدان الشعر في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، الذي يعبّر عن وجه ثقافي لم تتخلَ عنه النّاس هناك، ويعبّر عن صورة ثقافيّة حضاريّة للبلاد، ومن الجوانب المميّزة للإمارات طقس الـ”فورمولا” الذي حظي بشعبيّة خاصّة، بالإضافة لرياضات أخرى ذات صبغة شعبيّة كسباقات الهجن والتّحمل والصيد.

الإمارات اليوم، وعبر احتضانها لدول العالم في إكسبو 2021 حققت رقماً مهمّاً بين كلّ الفعاليّات الحضاريّة والعصريّة، وجناحها في المعرض هو الأميز من حيث الحجم والدلالات وطريقة الاستعراض والشكل.

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى