أنا العام الجديد
نضع في بداية كلّ عامٍ جديدٍ أمنياتنا وأحلامنا على أمل تحقيقها، فما زادت الأعوام المتتالية سوى أحلام متراكمة.
لقد كان عاماً مليئاً بالأيّام والأسابيع والشهور، روتين يومي، أفكار تتراكم، وأحلام تؤجّل.
ولكن …
كان النّصف الثّاني من العام المنصرم قنبلة “هيروشيميّة”، انفجرت داخل كياني، لأقف بكلّ عزمٍ مع حطامي المتناثر، وما تبقى من ذاتي.
وقفتُ وبكلّ تأنٍّ، لملمتُ نفسي، وبدأت بوضع أجزائي فوق بعضها لينتج عنها طاقة متجدّدة، ما كنت يوماً أتوقع بنائها. فلا مكان للتّسامح بعد الآن، ولا مجال للتبرير والتمسك إلى حدّ الألم، فمن كان معي يوماً أكن له دهراً، ومن بادلني المحبّة أبادله العشق، ومن احترمني بنيت له منزلة في السّماء، ومن بادلني الثّقة أصنع من روحي رداء له.
تنمية عقلي وفكري ومبادئي أهمّ بألف مرّة من التّفكير بأخطاء الماضي وأناسها اللذين لا يستحقون منّا حتى ذكرى واحدة.
أنا الآن في مرحلة البناء فقد تخطيت مرحلة التّأسيس بأشهر.
ومن كان يريد الصّعود معي ليسكن مبناي كـأخت له، كـرفيقة، كـصديقة، كـحبيبة، كـشريكة، كـملهمة، كـداعمة…. يجب أن يستحقني.
فما زادني الانكسار سوى قوّة، وما زادني تمسّك الألم إلا إيجاد طريق آخر للحريّة، وما زادني الفشل إلا إصراراً للنّجاح.
كن أنت اليوم وليس غداً، راقب وشاهد ابحث وتعلّم… العلم حريّة لمن أحسن استخدامه.
لا تربط اهتماماتك بأحد ولا ميولك بأشخاص ولا أهدافك بمكان. أعقد العزم وارحل في سبيل اكتشافك. ولا تسمح لأحد بالتّقليل من أحلامك ولا تفتح المجال لأحد بإحباطك. قم ببناء منزلة عالية لذاتك فإن كنت من مستحقيها ستحلّق بين النّجوم. وافرض نفسك كرقمٍ صعبٍ لا يستطيع أحد حلّه. أنت ما تصنعه والنّاس في طريقك مجرّد تجارب وخبرات… فلكلّ مقالٍ مقام.. عام سعيد مليء بالإنجازات.
