أحدث المقالاتأهم المقالاتإقرأمواهب واعدة

أخبار الجريمة فخّ مُدبّر للقارئ

شهد ادريس

أخبار الجريمة فخّ مُدبّر للقارئ

أخبار الجريمة فخّ مُدبّر للقارئ

لا تلبث أن تقع جريمة في الوقت الرّاهن حتّى يبدأ ماراثون نقل الوقائع على صفحات مواقع التّواصل الاجتماعي المختلفة.

لا أحد ينكر في الواقع أهميّة السّرعة في نقل الحدث وتحقيق السّبق الإخباري، لكن ليس على حساب المصداقيّة، إذ لم يعد من الغريب حاليّاً أن يختلف تقريران يتناولان جريمة واحدة في تحديد المجرم والضّحيّة، ناهيك عن التّباين في المكان والزّمان والمسبّبات وغيرها من العناصر الواجب توافرها في تغطية أحداث الجريمة.

هذا إن دلّ على شيء فهو يدلُّ على جهل ناقل الحدث للآثار السّلبيّة المترتّبة على التّضليل في النّشر، الّتي تبدأ ببثّ الرّعب في نفس الفرد ما يخلّف لديه اضطراباتٍ نفسيّةٍ وعصبيّةٍ في المستقبل، ويجعل من نقل الشّائعات الكاذبة عادة من عاداته اليوميّة، وتنتهي بتشويه صورة المجتمع وإثقال كاهله بمعلومات ليس لها أساس من الصّحّة، والتّرويج لأفكار سلبيّة وثقافات دخيلة على الموروث الاجتماعي الصّحيح، إضافةً لإثارة الفتن وزرع الضّغائن والأحقاد، وردم الحقيقة الواحدة تحت ركام الباطل المتعدّد.

ماذا لو كانت الإجابة، لا؟

يبقى السّؤال: هل يعي من يُعنون مادّة إخباريّة بعنوان: (جريمة تهزّ الشّارع) أو (جريمة مروّعة) بقصد كسب قرّاء ومتابعي نتائج ما يفعل في حال كانت مادّته غير مدعّمة بمعلومات دقيقة من مصادر موثوقة؟

إن كانت الإجابة لا، فنحن اليوم أحوج ما نكون لرقابة ذاتيّة على ما نقرأ، تتحقق عندما ندعم في القارئ ثقافة توخّي المصادر فيجعل نصب عينيه الأسئلة الآتية:

-من الذي يكتب؟

-لماذا يكتب؟

-هل القلم في اليدّ الصّحيحة؟

– ما التوجّه الذي يخفيه صاحب هذا القلم؟

أخبار الجريمة فخّ مُدبّر للقارئ

ريتينغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى