أبو الهول … رمز الحبّ الكبير ومكان لقاء العاشقين
رئيس التحرير: عامر فؤاد عامر
مخلوق أسطوري لرأس إنسان وجسم أسد غالباً كان مغطى بالجص والألوان، يقع على الضفة الغربية لنيل الجيزة في مصر.
الطول 73.5 متر والعرض 19.3 متر، ويصل طول قدمي أبو الهول 15 متراً، أمّا الأنف فيبلغ طوله متراً واحداً، لكنه مفقود، وتشير الروايات إلى أن الصليبيين هم السبب في تحطيم الأنف، وروايات أخرى تقول إن الظّاهر بيبرس والمماليك هم السبب في ذلك.
يُعتقد أنه بني مع الهرم الثاني في عهد “خفرع” أيّ 2500 قبل الميلاد، لكن قد يكون التاريخ الحقيقي أبعد من ذلك بكثير، إذّ يؤكّد البعض أن وجه التمثال هو وجه الملك “خوفو”.
لم يُذكر هذا التّمثال في المخطوطات القديمة، وفقط مذكورٌ عنه في المملكة المصّريّة الحديثة بأنه إله الشمس “حوروس”، لكن بعض العلماء ينظر إلى أن أبو الهول هو الإله “أنوبيس” أيّ ابن أوى حارس القبور، وليس هناك ما يؤكد بنسبة كبيرة وجهة النظر هذه.
الاسم العلمي المُطلق على أبي الهول “سفنكس” كناية عن الكائن الأسطوري اليوناني، وهي تسمية خاطئة لأن فرقاً كبيراً بين الاثنين، و”سفنكس” له أجنحة ليس كتكوين أبي الهول.
يتّجه أبو الهول نحو الشّرق، ويرتبط سماويّاً مع الأهرامات الثّلاثة بحزام الجبّار ونجومه.
من أجمل القصص المُكتشفة عن أبي الهول قصّة “الحلم” حيث تمّ اكتشاف لوحة سميت “لوحة الحلم” في العام 1817 وتروي رحلة “تحتمس” الرّابع في الصيد، ونومه تحت رأس تمثال أبي الهول، الذي زاره في المنام ليأمره بإزالة الرّمال من حوله بعد أن طمرته حتى الرّأس نتيجة فيضان النيل، وأنه إن فعل ذلك سيتولى مقاليد الحكم في مصر، وفعلاً تتحقّق نبوءة المنام لاحقاً بعد أن كان “تحتمس” الرّابع ليس وريثاً شرعيّاً للحكم.
يصفه “المقريزي” بأنه تعويذة نهر النيل، لكن “الإدريسي” يراه رمزاً للقوّة وكثيرٌ من الناس حينها كانت تنذر القرابين له من أجل المناصب، أمّا جماعة الصابئة فيرونه مدفناً لـ”هرمس الهرامسة”.
لم تلقِ الدّراسات بالاً كبيراً بأن أبو الهول هو هدية من أحد الملوك إلى حبيبته الملكة، ومع مرور الوقت تحوّل إلى مكانٍ ورمزٍ للقاء العشّاق والأحبّة بل مكاناً يلتقي فيه الشعراء لإلقاء القصائد، وتشير بعض الأفكار إلى أن أبو الهول هو الهدية المُحببة التي تجمع داخلها حوائج ثمينة، فكان يودع فيه أهمّ الأشياء التي تعني للملك ولربما الذخائر والمؤن في أحيان كثيرة.
