أحدث المقالاتأهم المقالاتإقرأ

صرخة … “آيات” واحدة من قوارير بلادي المحطّمة

مرح الحصني

تموت النّساء كلّ يومٍ في بلادي معنّفاتٍ مقهورات، يذهبن إلى الله بصرخاتٍ خفيّةٍ تُلخصها كدماتٌ على الجسد الغضّ النّاعم، من يأخذ حقّ أنوثتنا الضّائعة؟

من يشتري لنا غزل البنات اعتذاراً عن قسوة الحياة؟

من يهدينا أحمر شفاهٍ زاهٍ كي يخبرنا أنّ الطّفلة التي سرقتها الحياة منا ما زالت تقهقه احتجاجاً على القهر؟

تثورُ النّسويّات كلّ يومٍ على صفحات التّواصل الاجتماعي، يشتمن المجتمع والذّكور والعادات والقيود، تنبري النّاشطات لتنظيم النّدوات التي توعي بحقوق المرأة، وربّما التي تذكّر بوجود المرأة، ويدّعي بعض الرّجال مناصرتنا، ويكتبُ الصّحافيون آلاف المقالات سنويّاً عن نصف المجتمع، ولكن ما النّتيجة!؟

"آيات" واحدة من قوارير بلادي المحطّمة
الصّرخة _ إدوارد مونك

كلّ ذلك يُضربُ عرض الحائط مع رؤوس النّساء التي تُضربُ خلف أبواب بيوتنا، فلا بارك الله في بلادٍ تموت فتياتها على أيدي الرّجال، آيات الرفاعي كانت أوّل خسائر العام الجديد، العام الأسود الذي فارقت فيه الحياة بعد أن أثبت الطّبّ الشّرعي تعرّضها للضّرب المبرح من قبل شريك حياتها، زوجها الذي سُجل اسمه على ورق نعي وفاتها، وكان الأجدر أن يسجل اسمه في سجلات القاتلين، فكم “آياتٍ” رحلتْ عنّا وسجل اسم زوجها في نعوتها!؟ وكم “آيات” سترحل في ظلّ مجتمعٍ يفضّل القهر على النّطق بكلمة الطّلاق؟!

فتبت يد تطال النّساء، وتضربهن، وترمي بكرامتهن على بلاط منزلٍ ربّه ذكرٌ يُحملُ الحياة جميلة قيامهِ بأبسط واجباته، وكان الله في عون نساءٍ دُرّبن منذ نعومة أظفارهن على الصّمت، وعُلمن أن الصّمت تاجٌ على رؤوس النّساء النّجيبات.

ننتظرُ العدالة لـ”آيات” كي نؤمن بعدالة الأرض، وكي نظفر بالعدل لجميع النّساء في بلادٍ تُرمى فيها العدالة عند أقدام الرّجال.

ريتينغ برودكشن

Amer Fouad Amer

صحفي مستقل / القسم الثقافي والدرامي النقدي مقدم ومعد برامج
زر الذهاب إلى الأعلى